نبذة

وقد أعدّت مسودة الوثيقة بالتعاون مع الخبراء المعيّنين من قِبل الدول العربية والجهات الدولية والعربية المشاركة في تطوير الاستراتيجية. واشتملت هذه النسخة على مصفوفة بالمسؤوليات التي اضطلعت بها كل جهة من الجهات المشاركة في هذا العمل، والتي تم تحديدها بعد سلسلة من المشاورات التي جرت مع كافة الشركاء، وسوف تشير النسخة النهائية من الأجندة إلى مساهمات الشركاء بشكل دقيق. وقد شرعت الإسكوا بعقد عدد من الإجتماعات التنسيقية مع المنظمات العربية والأممية في شهر كانون الأول/ديسمبر 2020، وذلك لبناء الشراكات اللازمة مع جميع المعنيين لتفعيل هذا العمل التشاركي. وعقدت الإسكوا كذلك اجتماعات ثنائية مع المنظمات الإقليمية التابعة للأمم المتحدة التي تمثل قارات أو أقاليم غير عربية، وذلك للاستئناس بخبراتها والاستفادة من تجاربها في عملية تطوير الأجندة الرقمية العربية والإستراتيجية العربية لتكنولوجيا المعلومات والإتصالات، وتحديد هيكلها المناسب، وأهم المسارات التي يجب التركيز عليها في عملية الإعداد، وكيفية تعزيز منحى العمل التشاركي الذي يضم جميع المعنيين بهذا الشأن.

ومن ثم، عُقدت ورشة العمل المشتركة الأولى بين الإسكوا وبين جامعة الدول العربية بهدف تطوير الأجندة الرقمية العربية (استراتيجية تكنولوجيا المعلومات والإتصالات). وقد جرى هذا اللقاء على هامش الدورة الثانية والثلاثين من اجتماعات فريق العمل العربي المعني بالإستراتيجية العربية لتكنولوجيا المعلومات والإتصالات، وذلك يومي 23 و24 آذار/مارس 2021، وبمشاركة كافة الشركاء المعنيّين. وتوالت بعد ذلك ورشات العمل المخصّصة للقاء الباحثين والخبراء من الدول والمنظمات المنضمّة لهذا المشروع، وذلك ضمن الآلية المركزية للتعاون البحثي والفني واللجنة الفنية المشتركة.

كما توالت اجتماعات اللجنة الفنية المشتركة لتنسيق العمل البحثي التشاركي والإجراءات الخاصة بتطوير هيكل الأجندة الرقمية العربية والمسودات الأولية لها. وقد تُوِّجت سلسلة الإجتماعات هذه باجتماع المكتب التنفيذي لمجلس الوزراء العرب للإتصالات والمعلومات في دورته العادية الخمسين، والتي عُقدت في مقر وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية بالقاهرة يوم الثلاثاء 19 تموز/يوليو 2022. وقد ثمّن المكتب التنفيذي في هذا الإجتماع الجهود المبذولة والموارد التي قامت الإسكوا بتعبئتها لإنجاح هذا المشروع الإستراتيجي الهام للدول العربية، وأثنى على مقاربتها الشاملة والمتدرّجة لصياغة الأجندة، مباركاً ما تم إنجازه إلى الآن لا سيما الانتهاء من النسخة الرابعة من المسودة الثالثة للأجندة الرقمية العربية وما تتضمّنه من أبواب خاصة بالمحاور والأهداف والغايات ومؤشرات التحليل والرصد لتحقيق هذه الغايات. كما رحّب المجلس بما أعلنت عنه الإسكوا من مراحل وأنشطة مخطّطة للفترة القادمة، لا سيما ما يتعلق بإطلاق ورشات العمل حول آليات التفعيل وتعزيز الشراكات. وبعدها، استمرّت المشاورات مع كافة أصحاب المصلحة والخبراء وذلك لضمان ترابط محتوى الأجندة وملاءمة مسارها مع مسارات التعاون الرقمي والتنمية الإقليمية والعالمية. وقد عُقد في هذا الصدد اجتماع تشاوري موسّع في دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، من 25 إلى 27 تشرين الأول/أكتوبر، وذلك للوصول إلى الوثيقة ما قبل النهائية والتي سيتمّ عرضها على اجتماع مجلس وزراء العرب للإتصالات والمعلومات في دورته العادية السادسة والعشرين نهايةَ كانون الأول/ديسمبر 2022. ومن المأمول أن يتمّ إقرار الأجندة في صيغتها النهائية مع نهاية عام 2022، ومن ثم البدء في تفعيلها في مطلع الربع الأول من عام 2023. ويستعرض المرفق الأول سلسلة الإجتماعت التي انعقدت لبلورة الأجندة الرقمية العربية حتى تاريخه.

تحت مظلة المشروع المشترك، تتكوّن الآلية المركزية للتعاون البحثي والفني من فريق من الخبراء والباحثين في الأمانة التنفيذية للإسكوا والأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالإضافة إلى عدد من الباحثين الفنيين الإقليميين والدوليين، من منظمات دولية وإقليمية وجهات داعمة للفريق العربي، كما تقوم كل دولة عربية راغبة بالإنضمام إلى المشروع بتسمية باحث وطني (أو أكثر) كنقطة ارتكاز (وفقاً للمواصفات المحدّدة) ليعمل هؤلاء الباحثون و/أو الباحثون المساعدون بالتواصل مع فريق الخبراء والباحثين في الإسكوا والباحثين الفنيين الإقليميين والدوليين. وتضطلع الآلية المركزية للتعاون البحثي والفني بالتطوير الدوري للمحتوى العلمي للأجندة بكافة مكوّناتها وخطة العمل التنفيذيّة، وتقوم بتيسير دراسة واعتماد المبادرات والمشاريع، وتقييم التقدّم بناء على تقارير الرصد والقياس، وإعداد التقرير المرحلي في نهاية كل مرحلة وإرسالها إلى اللجنة الفنية المشتركة للتداول وتكوين مدخلات لفريق البلورة لاتخاذ التوصيات بشأنها. وتتضمن في عضويتها خبراء من الدول والمنظمات الشريكة. ويتم تطوير هذه الآلية حسب الحاجة وبالتشاور بين الشركاء الرئيسيين.

تحت مظلة المشروع المشترك، يباشر فريق العمل العربي لبلورة الاستراتيجية بتشكيل مجموعة عمل مصغّرة منبثقة من الفريق تكون بمثابة "اللجنة الفنية المشتركة" أو حلقة التواصل الدائمة بين فريق العمل العربي لبلورة الإستراتيجية وفريق أمانة الجامعة وفريق أمانة الإسكوا. وتتكوّن اللجنة الفنية المشتركة من ممثلين عن جميع الدول العربية الراغبة بالإنضمام إلى المشروع، وممثل عن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وممثل عن المنظمة العربية لتكنولوجيا الإتصال، والمدير التنفيذي للمشروع من الإسكوا، ورئيس الفريق من جامعة الدول العربية، وممثلين عن المنظمات الراغبة بالمشاركة مثل الإتحاد الدولي لللإتصالات، رهناً بموافقة الدول العربية والأمانة الفنية للجامعة العربية. ويتم تطوير هذه الآلية حسب الحاجة وبالتشاور بين الشركاء الرئيسيين.