الثقافة والاعلام

يعتبر تفعيل تسجيل أسماء النطاقات باللغة العربية وتحقيق قبولها خطوةً حيوية نحو تعزيز تواجد المحتوى العربي الرقمي على الإنترنت. وقد بُذلت خلال العقد المنصرم العديد من الجهود لاعتماد الحرف العربي في أسماء النطاقات كأحد سُبُل تجاوز الحواجز التي تعيق النفاذ إلى المحتوى العربي على الإنترنت. ورغم تسجيل العديد من النطاقات العلوية للدول باللغة العربية، إلّا أن استخدامها بقي محدوداً جداً بالمقارنة مع النطاقات المكافئة للدول نفسها بالحرف اللاتيني. ولا توجد دراسات قائمة حول أسباب ضعف استخدام أسماء النطاقات باللغة العربية، ولكن من المؤكد أن غياب دعم التطبيقات، وفي مقدمتها تطبيقات البريد الإلكتروني لهذه الأسماء، هو أحد العوامل الأساسية. وبالتالي فإنه من الضروري العمل على دعم الجهود العالمية الخاصة بالقبول الشامل والتي تهدف إلى تعزيز دعم التطبيقات المختلفة لأسماء النطاقات المكتوبة بالحروف الدولية (غير اللاتينية)، وإطلاق برامج وطنية لدعم القبول الشامل في أسماء النطاقات وعناوين البريد الإلكتروني باللغة العربية ودعم استخدامها.

يسهم التقارب بين تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والإعلام، من خلال رفع الاستعداد الوطني لتقارب عمل كلّ من التلفزيون والإنترنت والهاتف، في تعزيز مجتمع المعلومات والمعرفة. ويتجلى ذلك في مشاهد مختلفة، سواء على مستوى إعداد استراتيجيات للتقارب بين تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وبين الإعلام؛ وتحديث التشريعات والنصوص القانونية المتعلقة بالنشر على الإنترنت وخاصة تلك المتعلقة بالتواصل مع العموم وحقوق الملكية الفكرية؛ أم حتى إصدار الأنظمة والتراخيص اللازمة لإتاحة خدمات النفاذ إلى المحتوى الإعلامي عن طريق شبكات الاتصالات، أو إتاحة المحتوى التلفزيوني عن طريق شبكة الإنترنت.

ويؤدي هذا التقارب بين تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والإعلام إلى تعظيم دور مجتمع المعلومات من خلال عدة جوانب أهمها تحسين إمكانية الوصول إلى المعلومات والمعرفة والمحتوى عبر وسائل متعدِّدة، تعزيز التواصل والتفاعل في المجتمع، توفير المحتوى التعليمي بطرق مبتكرة، تعزيز الوعي الاجتماعي والمشاركة في القضايا الاجتماعية، وتشجيع الابتكار والمشاركة من خلال منصات التواصل الرقمي.

تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دوراً كبيرا ًفي زيادة الوعي وبناء مجتمع المعلومات، ويؤدي استخدامها إلى الحفاظ على الهوية الثقافية للأفراد والمجموعات العرقية والثقافية وتعزيز التنوع اللغوي للبلدان.

وثمة إجماع عام على الفائدة المحصلة من هذه الوسائل لناحية تسريع التفاعل الاجتماعي وتبادل المعلومات وطرح المشكلات على المستوى المحلي والتوصل إلى حلول مناسبة وزيادة المعرفة والإبداع. ويترافق ذلك دوماً مع الحديث عن ضرورة الانتباه لما يصاحب استخدام هذه الوسائل من مشكلات ومخاطر تفرض الاستخدام المتوازن لها، مع ضرورة الحد من الأثر السلبي الذي يمكن أن تتسبّب به.

ومن الضروري ملاحظة الدور المتنامي الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي التي تركز على اجتذاب المستخدمين إلى مواقعها بغية الحصول على أكبر قدر من الإيرادات، وذك عن طريق استهدافهم بالحملات الدعائية والترويجية. وثمة العديد من الصفحات التي تقوم بدور إعلامي بشكل أو بآخر من دون أن تتقيد بالضوابط والسلوكيات المتعارف عليها في العمل الإعلامي أو الملحوظة في التشريعات ذات الصلة.